Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

maroc

11 septembre 2007

sxs

Publicité
Publicité
16 mai 2007

.contactTable {width:300px!important;

Myspace Codes!
14 mai 2007

table, tr, td { background-color:transparent;

14 mai 2007

العادات والتقاليد الامازيعية

i251040492_41620_5

تختلف العادات و التقاليد الأمازيغية في المغرب حسب كل منطقة بل في كل قبيلة وحتى قرية ، إلا أن مراسيم العرس الأساسية - تانكيفت -تبقى ثابتة وهي الأصل السائد و المتغير هو بعض الأبيات الشعرية و التنوع في الأطباق و الرقص و هذا ما يبين الغنى الثقافي أو بالأحرى الحرية المطلقة التي كان يتمتع بها الامازيغ في التعبير وقوة الذهنية الامازيغية في الإبداع ،لتتحول الأعراس لفضاء يجمع كل الفنون الجميلة.
سأسرد لكم العادات و التقاليد المتبعة في إحياء العرس الامازيغي السوسي بالضبط منطقة اذاوكنيضيف .
الخطوبة :
بعدما يختار الفتى شريكة حياته إما بعد رؤيتها قرب البئر أو في أحد الأعراس وغالبا ما ترفض أمه هذه الفتاة والسبب أنها ليست من الأقارب أو ليست من عائلة مرموقة ,ليقوم الشاب بمجهود كبير لتغيير موقف الأم أو يرضخ لها وتخطب له إحدى القريبات . يتفق الوالدان مع ابنهما بالقيام بخطبة الفتاة من والديها . تكون الخطبة بالسكر و قشابة و حايك و خاتم من فضة و يعطي أهل الفتاة العهد بتزويج ابنتهم للفتى بينما يعاهد الفتى أهل الفتاة بالزواج. بعد أسبوع من اللقاء تقوم أم الفتاة بصنع صحن من البسيسة و تحملها إلى أم الفتى هذه الأخيرة بعد مرور شهر تقوم بملأ نفس الصحن بالتمر و قشابة و حايك و اللوز ، و تقوم بعدها بذلك في كل عيد أو مناسبة ويسمى هذا - أكتي - بالتفكيرة أي تجديد العهد و الوعد بالزواج . تدوم هذه الخطوبة شهرا أو شهران وتصل أحيانا إلى سنة تتعارف فيهما العائلتان وتستعد فيهما الأسرتان للعرس يحدد بعدها الطرفان موعد الزواج .
العرس:
أيام العرس هي سبعة.
اليوم الأول:
تقوم إحدى قريبات العريس عمته أو أخته بدعوة كل الأحباب و الأقارب لحضور الاحتفالات و يقوم أب العريس بإسناد مهمة الإشهار -لبراح- القبيلة الذي يضرب الأجراس في أزقة القرى إعلان بزواج فلان بفلانة. كل هذا يتم في الصباح . بعد الزوال تتجه كل نساء القرية صوب بيت العريس حاملات معهن - تزكاوت - من القمح وهي قفة تحمل بخيوط توضع على رأس تسع حوالي 15 كيلو غرامات من القمح لكل بيت كمساعدة على متطلبات العرس . ترحب بهن أم العريس و تصب كل مساهماتهن في وسط البيت " تساراكت " و تخبأ في وسط هذا القمح " تيزرزاي د تنبالت " عقد كبير يوضع على الصدر و دملج ، و تقول النساء بعد دخولهن لوسط البيت " أكيد نزوور ءايسم الله ءيسعد ربي ليمور " و يبحثن عن أدملج و العقد من وجدتهما تعلن ذلك و تبقيهما معها إلى أن يطلبهم منها العريس ، بعد إزالة كل الشوائب من القمح يطحنونه و يغربلنه ليصنعن منه بركوكس ، كل هذه المراحل صعبة إلا أن اجتماع كل نساء القرية و تقسيم الأعباء يسهل المأمورية و تسمى عند الأمازيغ " تاويزي " بمعنى التعاون.
بعد صنع بركوكس يفرش على السطح لكي يجف .
في اليوم الثاني :
تجلب النساء معهن اللوز و ثمار أركان و تقمن بصنع زيت أركان و أخريات بصنع أملو - عصيدة اللوز - و طهو السمن، و يتحول بيت العريس إلى خلية نسائية كما هو الشأن كذلك في بيت العروس في جو حميمي تنثر فيه النساء " تيلغاتين " هو شعر رثاء في حق العروسين و الحياة.
في اليوم الثالث و الرابع و الخامس :
تذبح الذبائح عادة تكون بقرة أو أكثر حسب إمكانيات العريس و نفس الشيء في بيت العروس. يقوم الرجال بطهو اللحم بالبصل و التوابل و الفواكه الجافة في قدر كبير جدا يسمى " تارفاكت" ، و يخبزون الخبز " أغروم ن تافارنوت " ، و يغسلون الأواني و خدمة الناس و كل ما يتعلق بالعرس أما النساء فيطهون بركوكس و يخدمون بعضهن وقت الأكل ، و يلبسن و يتأنقن بأبهى الحلي و الحلل كأنهن عرائس بعدما قضين أياما شاقة في التحضيرات للعرس. في وقت الغذاء يتحلق الضيوف على الموائد و يتناولون اللحم في صحون من فخار مزركش " لمترد " و كذا بركوكس في وسطه زليفة مملوءة بالعسل و السمن و أملو. نفس الشيء عند بيت العروس . و نفس الوجبة طيلة أيام الاحتفالات.
بعد الأكل و احتساء كؤوس الشاي، يجتمع النساء و الرجال وسط البيت لجمع " ؤكريس " بمنى رزمة من هدايا للعروس ، يفرشون توبا أبيض في الأرض مصنوع من صوف الغنم قد صنعت أم العريس لابنها ، يضعون ثوبا آخر أبيض و الحناء و التمر و اللوز و حذاءين للكبار من حرير للعروس و حذاء صغير لأخ العروس ، ثم يطلب العريس من المرأة التي وجدت العقد و أدملج إعطاءه إياهم
مقابل صحن من الثمر و اللوز و يضع القلادة و أدملج في " أقراب " محفظته اليدوية ( عند الامازيغ الرجال هم اللذين يحملون حقائب يدوية وليس النساء فهن يحملن " تزكاوت " و هي كبيرة تحمل على الظهر ) . يجمع النساء الرزمة و يطلبن من الحضور بأن يتطوع أحد الشبان الذي لازال والداه على قيد الحياة ليحمل " ؤكريس " إلى بيت العروس و يقلن هذا في شعرهن " تاسوغانت " : ءيتيد ءيتيد أياعيال واد ءيلان باباس و لا ءيناس " فيلبي أحدهم الطلب يحمل معه ؤكريس، يذهب العريس ليختبئ في إحدى الغرف رفقت أصدقاءه و تبدأ تاسوغانت :
"دان ءيمسلان ءاداغد ءاوين ،
ءاييس ؤمليل ءاتنك د وينغ ،
توخسين درسنين د والن ضصانين ،
لحورما نون ءايمسلان ،
لقيمت ن كما ءادور تغلو،
وا طالب آد لي تران ،
ءاراد ءيسمك ولا تويا .
بمعنى :
ذهب الموكب ليأتينا
بفرس بيضاء لتصبح لنا
أسنان مرتبة كحب الذرة ، و عيون مبتسمة،
من فضلكم يا موكب،
ملابس العروس لا تكن باهضة
عند الوصول يرحب بهم أهل و ضيوف العروس ويقولون تاسوغانت: "مرحبا بيكم ؤسلام ءينيناونت آبت تمازيرتي " بمعنى مرحبا بكم و السلام يقولها لكم أهل البلد. ويقول الرجال : " بركايت ، بركايت " بمعنى مرحبا مرحبا..يجتمع الكل وسط البيت و تبدأ المفاوضات حيث يشترط الشاب الحامل لؤكريس كرسيا للجلوس ويعطونه الكرسي ،يطلب كأس ماء يعطونه الماء ، يطلب الشاي يعطونه الشاي ، يطلب التمر و الحليب يعطونه ،يطلب الورود يعطونه "لحبقت "يمكنه طلب أي شيء بعد هذه الطلبات ( مرة واحد طلب عصير فواكه ولم يتمكن أهل العروس تلبية الطلب لأنهم في قرية قاحلة و طالبوا الشاب أن يعدل عن ما يرغب فيه لكن لم يرد فتدخل أهل العريس فوافق بعد أن مرت ساعة ) ثم يطلب صحن من الفضة فيلبى طلبه ، تحمل إليه ثلاث نساء من أهل العروس - عمتها و خالتها و زوجة أخيها الأكبر - و الشرط هو أن لا يسبق لهما أن طلقن أو ترملن و أن يكن ولودات- صحن الفضة و الذهب و لحبقت و ينتزعن منه ؤكريس و يطلبن منه الانحناء ويضربنه به ثلاث مرات و يرشه الرجال بالعطور و يحملن ؤكريس إلى العروس التي تختبئ في غرفة مظلمة رفقة صديقاتها و رفيقات دربها ، تدخل عليها الثلاث نساء بالزغاريد و تنحني العروس ليضربنها على ظهرها ثلاث مرات ثم يوضع كل ما يوجد داخل ؤكريس في صحن يسمى " تسكيت " تأكل منه العروس ثم يوزع على كل الحضور خارج الغرفة و الباقي منه يرد إلى غرفة العروس .
يقوم الرجال بعد انتهاء ؤكريس بجلب كل ما ستحمله العروس لبيتها من ملابس و أواني و ذهب و فضة و يحتسب ثمنها أمام كل رجال القبيلة إذ لقدر الله بعد طلاق المرأة من زوجها يرد الزوج لها ثمن هذه الملابس زائد نفقتها حسب المدة التي أمضتها معه زائد
قسمت على اثنان كل المال الذي جناه بعد زواجه منه لهذا ففي الشعر السابق قالت النساء - من فضلكم ملابس العروس لا تكن باهضة -.
بعد العشاء يقومون بأحواش يبدأنه كالتالي : "ءازول ءايسميزيلن ءيوا بسم حضر داغ كيين ءالامان " السلام اسم جميل باسمه تحضر أنت يا أمان .
ويضرب الرجال "كنكا و تلونت " أي الطبل والدف الموسيقى وترقص النساء مغطيات وجوههن ينثرن الشعر بعد توقف الموسيقى يقف أحد الشعراء لرد على شعرهن ثم ترد عليه إحداهن ويسمى ذلك بأنعبار .
بعد انتهاء أحواش تقوم أم العروس بإلباس ابنتها رغم صعوبة الأمر تساعدها عمة العروس في ذلك ، تنزع العروس كل ملابسها ،يلبسانها الثوب الأبيض فقط الذي جلب في ؤكريس ، يشد الثوب "بتزرزاي " و يغطى وجهها ب" تسبنيت " وهو ثوب أحمر مزركش بالألوان ثم يغطى رأسها ببقية الثوب الأبيض . تتغطى النساء بالثوب الثاني لؤكريس رفقة العروس و يرددن "تاسوغانت"وهو شعر غنائي بلحن و كلمات حزينة جدا:
ءاكيد نزوير ءا ييسم ن ربي ءيدا : أتسبقك يا اسم ربي
بيسمي الله ءور حمان ءالحمدو لله : بسم الله الرحمان الرحيم

ءايلي ءايلي ءاداك ؤر تلاتي : يا ابنتي يا ابنتي لا تبكي
ءاعيال ترضيت ءاكم ءييوين : الشاب الذي رغبتي هو الآن زوجك
ءيسمحام بابام ءولا ءيممام : سامحك أبوك و أمك
ءولا سول لوهلات ن ءايت مام : حتى زوجات اخوتك

ءالله ءاكبر ءابابا حنا
ءيس نكا ءيسمك ءيليخ ءا نزاخ؟! : هل أنا عبدة لأنك بعتني
ءيس نكا ءيسمك ءاءنيح تيويوين؟: هل أنا عبد أو بالأحرى جارية

ءيننا يام بابام ءاتا عيالت: قال لكي أبوك يا فتاة
تيسورانو ءايلي خوفوس نم : مفاتيحي يا ابنتي بيدك
تيسورا ن بابا يو رتنت زريخ : مفاتيحك لم أراها

ءايلي كد ءاضار نم ءافاسي : يا ابنتي ضعي رجلك اليمنى
ءاتفيغد ءادام ءيعرض لخير: لتخرجي الله يعرضك لسلامه
سمحتاس ءاييد عمتيس : سامحوها يا عماتها
ولا لوهلات ن ءاييت ماس: حتى انتن يا زوجات اخوتها
يرد أهل العريس:
ءاويد ءاويد ءاماس ن تسليت : اجلبي يا أم العروس
ماحا تكات ءيجو ججوتن ءيليم : شيء تضعين فيه ملابس ابنتك

ءا ءيفوس ءاد كيغ س ؤغاراس : الجنوب هو اتجاه طريقي
ءيويحامد ءيدوكان ءامورن واكش: جلبت لكي الحذاء من مراكش
ويرد أهل العروس:
ياغ ءومارك، ياغ ءيلي : أصاب الحنين ابنتي
ياغ ختيلي د تمونت ءا ءيلي : أصاب رفيقات دربك
ياغ تيسواك لي حا ءيزراي ءو تبير: أصاب الأزقة التي يمر منها الحمام

ءيمينو ءا ءيمي مارادام سول ءينا،: أمي يا أمي من سيقول لكي
" ءاكيدح ءوزور، ءاتزرت تاكات ءينو" : طلي من السطح لتري نار المطبخ
" نكر ءاتوضات هاد ءامان رغان": انهضي للوضوء هاك الماء

بقا على خير ءاتيكنيتين ءولا ءاغاراس: ابقي على خير يا هضاب و يا طرقات
لي د تمونمت ءاء يلي: التي تسلكينها يا ابنتي

ماس ءونير ءاويا نحد ءانير : أم أنير اجلبيه
ماس ءونير ءيكوت لخير نس: أم أنير خيرك كثير
ويقول أهل العريس:
صيفداتاغ ءاء يضولان نغ: أرسلونا يا أصهارنا
صيفداتاغ ياكوك ءوغاراس : أرسلونا الطريق طويل

ءيفو الحال ءيغليد ءومانار: تنورت السماء و خرج البدر
ءيفو لحال ءورنت ترامين: تنورت السماء ولدت لناقات
تيكازيرين كولو ملولنين: جزر كلها بيضاء
صيفداتاغ ءاء يضولان نغ: أرسلونا يا أصهارنا
نفلن تازانين كولو مزينين: تركنا الأطفال الصغار
عاد يكين تاروا ءيمغارني: حتى الاطفال الكبار
أهل العروس:
ءا رمان بضو د واكال : يا رمان لا تلتصق بالأرض
ءاك ءور باكن تازا نين: لكي لا يضحك عليك الصغار
أهل العريس:
فكات ءاس رضا نون ءالواليداين : أعطوها رضاكم يا والديها
أهل العروس:
زايد ءاء يلي ءادام ءيساعد ربي: اذهبي يا ابنتي الله يسعدك .
إذا أرادت الخروج من بيت أبيها تقول العروس: ءاكيد نزوور ءا ييسم ن ربي أي اسبق بذكر اسم الله و تركب الفرس مع أخيها الصغير و يبدأ البكاء و النواح ( ما أصعب الفراق ، أما الان في الحواضر فالعروس تخرج من بيت أهلها سعيدة ، وترى أمها ضاحكة ، الوحيد الحزين في العرس هو العريس لاتقاله بالمصاريف و كذا لتفكيره كيف يسد الديون المتراكمة عليه و السبب فيها هي عروسه).
بعد وصول العروس و موكبها أمام باب بيت العريس تقول : ءاكيد نزوور ءا ييسم ن ربي أي بسم الله .. لتجد باب البيت موصد في وجهها وفي وجه موكبها لتبدأ المفاوضات بتاسوغانت:
ملاي توكيت أياضكال : لو تطل علينا يا صهرنا
تملسا ن ءاكليد ءاد سيك لسيغ:لبست إليك لباسا ملكي
ءيد ءيبا ن غيد ولا تيوين: عماتي اللاتي خطبنني
روحامت ءاييد ءاونت ءاك نمون: هيا بنا لنجتمع معكن
رميح ءيلماد ترمي ءيلي: تعبت و تعبت ابنتي
لحورما ن لجواد رزميتين:أرجوكم و أرجو الأخيار افتحوا لي
هذه هي المفاوضات الحاسمة لتقرير مصير الطرفين.
ويقول كذلك أهل العروس:
نيويد يات تسلست زوند ءايور : جلبنا عروسا كالقمر
نغد ءيتري ن صباح كيغد ءيغلي: أو بدر الصباح عند الصعود
ويقول أهل العريس:
نطاف يان كما زوند لملك: عندي أخي كالملائكة
نغ ييوس ن ؤكليد غ لعواشير: أو ابن الملك في العواشير
ويقول أهل العروس:
واياضكال ءينو زعمنيت: ياصهري تشجع
مقارد نكوت ؤراك ضروغ: رغم كثرتنا لن نضرك
يقول أهل العريس:
كاد ميا كاد سنات ؤر ؤحلغ: أكنتم 100 أو 200 لا يهمني
تسورا ن لغرب ليغ فلاسنت: مفاتيح الغربة بيدي
يقول أهل العروس:
ءالمت ءافاكو ءاتزريمت:أزيلوا الغطاء لترو
ءيليس ن ؤكليد ءاد نيوي: ابنة الملك جلبنا
فكامت ءيد ءامان س تطاسين: أعطوني الماء في الكؤوس
ءاد سوين ءايت ما:ليشرب اخوتي
ويقول أهل العريس:
سمرورد ءاضار سمرورود ءافوس: حركي رجلك حركي يدك
تكمد ءامان غ دو تكمي:وجلبي الماء من قرب البيت
ويقول أهل العروس:
ءايتما راداون نيغ يان واوال: اخوتي سأقول لكم كلاما
ءاضار ءيكوص ؤر سول يسوا: رجلي اعوجت لا أقدر
ويقول أهل العريس:
ءيعيالن وان ءيتاهل فرحن : فتيان من أراد الزواج فرح
ءيمطاون ءاتيلازمن ءاشكو : يجب البكاء لأن
ءيقلا ما سول ءيهما لعار: قد قل من يخاف العار
ويقول أهل العروس:
لوح لوح زبيب ءا يضكال: ارمي ارمي العنب الجاف يا صهري
لوح لوح أراو ن تيني:ارمي ارمي ثمار الثمر
ويرمي العريس من سطح البيت اللوز و التمر ليلتقطه الاطفال فرحين بذلك ثم ينزل لابسا جلبابه و سلهاما يغطي وجهه بقبهو يرافقه أصدقاءه. يفتح باب البيت و وراءه أهله ، يأخد سطل ماء و يخرج من حقيبته " ءاقراب" الدملج الذي وجدته المرأة في القمح و يقوم الشاب الذي حمل ؤكريس بغسل رجلها اليمنى ثلاث مرات على عتبة الدار، و تتناول بيدها اليمنى السمن و تلطخ به فوق الباب و يقوم الطفل الذي ركب معها الحصان بنزعه بالخنجر وتعاد هذه العملية ثلاث مرات.ثم يلبسها الشاب الذي حمل ؤكريس حداء الحرير. وتقول العروس :
ءاد زوورغ ءيسم ن ربي ،: نسبق باسم الله
ءاي ءيسعد ربي ليمور :ليسدنا الله
ويقول أهل العريس:
ءيلي كد ءاضار نم ءافاسي: ابنتي ضعي رجلك اليمنى
ءادام نفك ؤدي ما تريت ءامان: لنعطيكي السمن لا الماء
يخرج العريس و كل أهله خارج البيت ويدفعون موكب العروس ليدخل العريس مع عروسه ثم يتبعهم أهلهم .
بعد الدخول يقول أهل العروس :
ءامان ن تركا ءادام نيغ : ماء البستان قلت لكي
نصمح غ ءودينم ؤلا تامنت: تركة لكي سمنك و عسلك
تجلس العروس في الركن الاخير من البهو و يجلس معها كل أهلها بعدما قالت : ءاد زوورغ ءيسم ن ربي أي بسم الله ثلاث مرات.
ويقول أهل العريس:
ءامان ن تركا ؤر ءام لان: ماء البستان ليسوا لكي
لبور ءاسكمند فكان ءايت مام:اخوتكي زوجوك الى منطقة قاحلة
يقول أهل العروس :
ما نيغ لان ءامان داروون :أين الماء عندكم
ءادكيس نسوا يان ءاجداع : لأسقي منها فرسي
بعد الاستراحة وشرب الماء يطلب أهل العروس العشاء و يقولون :
ءيمنسي نو ءادور ءيك تسكسوت: عشاء لا أريده ساخنا
ءاد ءيلين ؤدي د تامنت: لكن بالسمن و العسل
تجلب اخت العريس صحن من بركوكس و يقال له ءيمنسي ن تسليت أي عشاء العروس، تاكل منه العروس ملعقة ثم يأكل منه أهلها ملعقة لكل واحد و يحرم على أهل العروس الاكل منه ويترك في البهو الى أن يفسد و يرمى لطيور .
ثم يقول أهل العروس :
ءاغو تملي زوار : اللبن الأبيض أولا
يرد أهل العريس:
ردام تيد نوي ءا لهل ن كما: سأجلبه لكي يا زوجة أخي
تجلبه أخت العريس اللبن و هي لابسة الحايك " تافاكوت "و ترافق العريس لابس نفس الملابس و يغطي وجهه بنفس الطريقة و يتبعه أصدقاؤه يجلس أمام العروس و تعطيه كأس الحليب يشرب منه جغمة و تاخد منها أخت العريس الكأس لتعطيها لأخيها الذي يعطي لعروسه لتشرب منه و يقومون بهذه الطريقة ثلاث مرات ، و الجغمة الاخيرة لا يشربها بل يرش بها أهل العروس و يهرب ليتبعه أصدقاؤه لتأنيبه ، بعدها تأتي أمه تحمل معها مغزلا و خبزا و تمرا ، تكسر المغزل و الخبز وتضعهما مع الثمر وراء ظهر العروس لتتكئ عليهما ، يأتي الشاب الذي حمل ؤكريس ليأمرها بالوقوف والجلوس ثلاث مرات ثم يتركها جالسة.
ويقول أهل العروس:
ماد ءيكا ؤدكال ؤرد ؤكان: أين صهرنا لم يطل
ءيز ءيس ؤر ءيفرح ءي تكميت:أم لم يفرح لقدوم ربة أسرته
ويرد أهل العريس :
ءيفرح نيت كما ءي تكميت : فرح أخي لربة بيته
ءيس ؤكان دان ءاد حيان: لكن ذهب ليلبس و يتزين
يزيل العريس السلهام والجلباب البني و يرتدي حلة كالثلج متكونة من قشابة و جلباب و سلهام و رزا بيضاء رفقة خنجره الفضي يعلقه على كتفه بخيط أحمر ، يقبل على الحاضرين ويرشهم بالعطر الىان يصل الى عروسه فيصب عليها شلالات من العطر و يقول أهل العروس:
ؤضنغ ءيخف ءينو مادي ياغن: يؤلمني رأسي لا أعرف ما بي
ءاضو ن لبابور ءاد ميارغ : رائحة الشاي اعتدتها
ويرد اهل العريس:
طابلة توجاد ؤل لكاس:الصينية موجودة و كؤوسها
ءارمد ءافوس ءيكان ءيلكاس:أرونا الأيدي التي تستحق الكؤوس

واتضكالت ءينو تجوعمت: يا حماتي أنت جوعانة
غرامت ءي ربي ءاكنت ءيسقنعوا:أطلبي الله ليقنعكي
و يرد أهل العروس:
مناو ءيزلافن ءاي توسيت:كم صحنا قدمتم لي
مناو ءيداون ءانكيس توفيت: كم بقي منهم
ويقول أهل العريس:
واتسليت د ءيكان ءيزوغار:يا عروس من قطعن الهضاب
مناو ءايتمام ءاد تيويت: كم أخا جلبتي
ويرد اهل العروس:
ميا ن كما ءاد نيوي: مائة أخ جلبت
كل سودان تجدعين:كلهم على فرسهم
يقول أهل العروس:
حمدامت ءي ربي لي كمد ييوين:احمدي الله على مجيئك
دار كما حنا ءاتهنوت:عند أخي لتهنئي
ويقول أهل العروس:
ءيلي تحرش ءيغ توسي: ابنتي حاذقة إن حملت
تاكات تسنكر ءاكضرور:الحطب في طريقها تترك سحابا من غبار
ويرد أهل العريس:
ءورتا ءيضهر مادام تكا ءيليم؟:لا ندري بعد كيف هي ابنتك
ءيخ ءور تورو، تارو تفوناست:ان لم تلد و تلد البقرة
ءيلين ءيمشغالن غ ءيكران :و يكن الشغالين في الحقل
ءيكر ؤسطا، كشمن ءينبكيون.:و يكتمل المنسج و يدخل الضيوف
و يقول أهل العروس:
ءافود نس ءادربون ءي ءيلي: ركبتها تربي لابنتي
ءافوس نس ءاد كرون تنل:يدها تجمع الخيوط
ءيكرد ؤسطا ، كشمند ءينبكيون:ليكتمل المنسوج، و يدخل الضيوف.

ءاحبو ن ؤورغ ءادامد ءيويغ:جلبت لكي حبة ذهب
لحورما نونت ءادور تكوضرور:ارجوك أن لا تتغبر
ويرد أهل العريس:
ءيغ ؤر تريت ءادام تكوضرور: ان لم تريدي ان تتغبر
تقيمت ءاسد ءيسمك د تويا:اهديها عبدا و عبدة
ويقول أهل العروس:
عمتيس عمتيس ءاداسد نقيم:عمتها عمتها اهديناها
مداس ءيسفوضن ءادور تكوضرور:لتمسح لها كي لا تتغبر

ءاعمتيننو ءاعمتينو ؤشكيغد ءادكغ ءيليم:يا عمتي جئت عندك لأكون ابنتك
تكت ءيمي نكيدي غ ليمور:و تكوني أمي و نتساوى في الأمور

مربي ءاد نك ءيسعدين س دارون:نتمنى ان نكون نذير شؤون
ءايلي لهن ف ؤيدا نون:ليكن الهناء على أرضكم
ءيلين ءيجديكن د وامان:وليكن الورود و الماء
يجلب رجل من أهل العروس أكياس كبيرة من السكر أو الثمرو تزغرد النساء و يقولون:
ءاحرك ءاياضو تينيوين: احرق يا ريح الثمار
ءا ءيضر بوسكري ءيتضولين: ليسقط بوسكري لأصهارنا
و يضع أهل العروس أسطل من السمن و العسل و ءاملو .. وكل ما استطاعوا جلبه معهم ويقولون:
وا ءايتما ءاد نمون:يا اخوتي فليجتمع شملنا
ءيغ ؤر ترضام ءيزايد لخير:ان لم تقبلوا هذا فلنزدكم
ويجيب أهل العريس:
نرضا نرضا : قبلنا قبلنا
ويتم ادخال الكل الى غرفة مجاورة
و يقول أهل العريس:
ؤضنغ ءيخف ءينو مادي ياغن:يؤلمني رأسي لا أعرف لماذا
لعود د واتاي ءاد ميارغ:العود و الشاي تعودنا عليهم
ويقول أهل العريس:
حرش ءا لبابور سرغد ءامان:أسرع يا مقراج سخن الماء
ءاما لبراد ءيطيب ؤكان:أما البراد فهو جاهز
يطهو أهل الغريس الشاي ويشربه أهل العروس. تأخد أخت العروس أو عمتها الملابس التي جلبتها العروس من بيت أهلها وتضعها في صحن " تيسكيت " و يأخدون الحايك الذي غطين به وجوههن في الطريق و يغطون به الركن الذي تجلس فيه العروس كستارة ليتمكن من إلباس العروس، تنزلن الحايك الذي تلبسه و يلبسنها قشابة بيضاء ثم قشابة سوداء مزركشةفي الجنبات بالاحمر و الاصفر و الازرق و الاخضر و تسمى " تضرسيوت" ثم يلبسوها حايك "ليزار ن توبيت" و يشددنه بخلالات تسمى " تيزرزاي " ثم تضع السواك و تكحل عيونها و يصفف شعرها يسألها أهل العريس : منشك ن تكيوط غ تمازيرت نون و يجيب أهل العروس : سنات .
يقومون بظفرتين و تزينتان بخيط أسود أو أحمر ثم يقصصن مقدمة الرأس " تونزا " و يغطون وجهها بالطرحة الحمراء " تسبنيت " و هي نفس اللتي خرجت بها من عند أهلها.ثم يأكل الحضور " ءاوزويت " وجبة بين الغداء و العشاء ثم تأتي أم العروس الى بيت العريس حاملة " لبسيسة " وهي خليط من الدقيق المحمص و السمن، يقبل العريس رأس حماته ثم يعطي المال للمرأة التي حملت " لبسيس " عن حماته .
يتناول الحضور العشاء و يشربون الشاي ثم يقومون بأحواش الىطلوع الشمس ليتناولوا وجبة الفطور المتكونة من الشاي و التمر و المعجنات و البيض المصلوق و السمن و رغائف بالعسل و" ءيدرنان " بغرير ...ثم يقوم العريس بعمل الشاي و يعطي كأس كبير جدا منه الى حماته و يسمى " ءازواي ن تضكالت " كأس الحماة "تشرب منه و تعطي كل أهلها الشرب منه .
بعد الباسها يضعونها في " ءاغكمي " فسحة قريبة من الباب الخارجي للبيت و يفرشون الزرابي و يضعون سطلا من الماء تعطي العروس للعريس ثلاث حفنات من الماء و يعطيها نفس المقدار ثم يزيل غطاء رأسها و يسلم عليها باليد ثم تتجه صوب أهله و تسلم عليهم ثم يعطيها زوجها " تكمامت ن تازولت " قنينة صغيرة من الكحل وتذهب للاسطبل و تصبها في مأكل البقرة ة يأخد أهل العريس العروس لترى كل المخازن وبعده يأتي أهل العريس بصحن من الدقيق للعروس و مرآة و زليفة من السمن نفس الشيء يعطى لزوجة أخ العريس " تنوط نس " ، ترى العروس في المرآة دون أن ترى ف زوجة أخ العريس و الحصن و الزليفة تغطس العروس أصبعها في زليفة السمن ثم في صحن الدقيق و تعطي لزوجة أخ العريس لتلحس الأصبع و تقوم زوجة أخ العريس بنفس الشيء و تقومان بهذه العادة ثلاث مرات دون أن تعض الواحدة الأخرى ثم يرون وجوههن في المرايا ثم يرون بعضهن و أخيرا يتعانقن . ترجع العروس عند أهلها بالبهو و تجلس في نفس الركن.
يأكل الناس وليمة متكونة من خبز " تافارنوت " و " تمكيلين " زليفات من السمن والعسل و ءاملو و زيت أركان و زيت الزيتون كمقدمة للوليمة ثم يأكلون للحم بالبرقوق أو التين أو العنب المجفف تحمل أخت العريس سطل من السمن ثم يضعون أمام العروس بركوكس وسطه زليفة من السمن تقوم العروس بنزع أدملج الذي ألبسها العريس إياه و تغطسه في زليفة السمن و تسقي بع الصحن بطريقة دائرية الى أن تفرغ الزليفة و تقوم أخت العريس بملئها ثانية ثم ثالثة ثم رابعة ، ويمنع على العروس افراغ الزليفة الرابعة، تأكل العروس من بركوكس مع أهلها و يأكل منه جميع الحاضرين نساء و رجالا حتى يشبعوا و يقال لنا " هان ءا ربي تزوي كيس تسليت "يا حاضرين لقد سقته العروس . يجمع أهل العريس الأواني و ويرحل كل أهل العروس في حزن شديد ، تبكي العروس لفراق أهلها و يقولون :
ءاس ءاتتبيرت توكاس نم:تحزمي يا حمامة
تسنت ءيس تلكمت تيكمي نم : لقد وسلتي بيتك

ءاياجداع لي ديويغ س ؤماوال:يا فرس التي جلبنا للحرب
دوس ءي لجام ءاكيد ؤر ءيسوا يان:شدي لجامك كي لا يشده أحد

حورما نون ءايا ءاضكال :ارجوكم يا اصهاري
ءيللي غاس للي حيي تكممي:ابنتي اليوم في بيتك يا صهري
كيين ءا ءيكان باباس د ماسي:أنت الآن أبوها و أمها

ءاتسليت سنغ ءيسكمد ءيكلي الصمح :يا عروس اعرف الآن أن المداد سجنك
ءادام ءيسعد ربي ءيك لوكيل.: ليسعدك ربك و يكن وكيلك
يعطون لأخت العروس فواكه جافة توزعها على الأطفال في وسط الطريق في ملتقى الطرق.أما الخبز الذي وضع وراء ظهر العروس فلا يؤكل لتسميته " اغروم ءيبورن " خبز العوانس كل من أكل منه يكون عانسا طول عمره أو عمرها حسب ما يقولون!!؟
اليوم السادس:
تذهب العروس لزيارة أهلها لتلقاها صديقاتها و رفيقات دربها يتعشون و يقومون بأحواش ولاقتراب الفجر تركب العروس وراء زوجها لترجع إلى بيتها و هي تبكي و لتبدأ تاسوغانت ..
اليوم السابع:
في الصباح بعدما تتلقى أم العريس نبأ أن العروس عذراء أو بالأحرى كانت عذراء تقوم بإرسال أحد الأطفال ليقول لأم العروس أن ابنتك جميلة . تطهو أم العريس بركوكس يأكل منه الجيران مع الشاي . يقوم العريس بحمل التمر و اللوز .. في محفظته ويتجه رفقة أصدقاءه إلى بيت أم عروسه ليزورها و يعطيها ما يحمل و يقبل رأسها لتعطيه هي بدورها ثلاث كرات كبيرة من البسيسة ، في طريقه يقسم واحدة على أصدقاءه و الباقي يذهب به إلى بيته ليأكله .
(في بعض المناطق قرب مراكش أو في شمال المغرب تنزع العروس القشابة البيضاء كدليل عذرية العروس و تضعها في صينية رفقة قالب من السكر و الحناء و خاتم زواجها لتحملها إحدى النساء وترقص بها في حضور كل أهل القبيلة وهذا التقليد ممنوعة عندنا في قبيلتنا و القبائل المجاورة ).
في نفس اليوم بالضبط قبل الظهر تحمل العروس إناء - تابوقالت - تذهب العروس لجلب الماء من البئر معلنة بدأ أشغال بيتها و تحمل المسؤولية .
( أما ببعض المناطق سوس فالعروس و العريس لا يبرحان غرفتهما إلا إلى الحمام لمدة سبعة أيام أو أكثر فأكلهم و شرابهما و كل متطلباتهما تلبيها إحدى النساء التي تجلس وراء باب الغرفة طيلة الأسبوع ، بعد هذا الأسبوع العروس لا تخرج من الغرفة إلا بعد تمام شهر تقريبا في بعض المناطق بالمغرب ).
(هناك في المناطق بسوس مثل ايت علي و ايت عبدالله قديما يدخلون العروس اولا بعد مضي بضع ساعات يدخلون أهلها لاتمام مراسيم الزفاف ، الا ان هذه العادة اصبحت متجاوزة لانها تسيئ بمراسيم العرس ).

 

14 mai 2007

معركة أنوال: الحدث والدلالة تعد معركة أنوال من

3_sm

معركة أنوال: الحدث والدلالة

تعد معركة أنوال من أهم المعارك التي شهدها العالم الحديث في القرن العشرين. وقد خاضها عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الأسباني معتمدا في ذلك على حرب شعبية كان لها صيت عالمي كبير.إذاً، ماهي أسباب ودواعي هذه الحرب الضروس؟ وما هي الخطة التي اتبعها عبد الكريم في هذه المعركة؟ وما هي نتائجها؟ هذه هي الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها في مو ضوعنا هذا. خرج مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة1906 بوضع المغرب تحت الحماية الأجنبية. فاستهدفت إسبانيا شماله و جنوبه، بينما ركزت فرنسا على وسطه. أما طنجة فكانت منطقة دولية. لقد واجهت إسبانيا أثناء تغلغلها في منطقة الريف الشرقي مقاومة شرسة وحركة جهادية قادها محمد الشريف أمزيان من سنة 1906 إلى 1912. وكانت حملة الشريف الدفاعية منصبة على عرقلة تغلغل الأسبان في أزغنغان بعد مده للسكة الحديدية لاستغلا ل مناجم الحديد في أفرا وجبل وكسان. وقد كبد الشريف الأسبان خسائر مادية وبشرية، كما قضى على ثورة الجيلالي الزرهوني أو ما يسمـــى ببو حمارة أو الروكي. وبعد موت الشريف أمزيان في 15 ماي 1912 ستواصل أسرة عبد الكريم الخطابي النضال المستميت ضد التكالب الاستعماري: الأسباني و الفرنسي. وستقف في وجه أطماع الحكام الأسبان و الطبقة الأرستقراطية المناصرة لسياسة الحرب و أطماع الحزب الحاكم. ولما أحس محمد بن عبد الكريم الخطابي بأطماع أسبانيا في الريف الشرقي التي تتمثل في احتلال الحسيمة و الحصول على خيرات الريف و استغلال معادنها بعد استيلائها على الناظور و تطوان و الاستعداد للانقضاض على ثورة الريسوني لاحتلال شفشاون، قرر سي محمد أن يؤسس إمارة جهادية؛ وذلك بتوحيد قبائل الريف مثل: كزناية و بني ورياغل و بني توزين وتمسمان... وأسس إمارته على أحكام شريعة الله وأنظمة الإدارة الحديثة، وأبعد الريفيين عن الفوضى و الثأر، وأجبرهم على الاحتكام إلى عدالة الشرع والقضاء الإسلاميين. هذا وقد أحدث عهد عبد الكريم قطيعة بين عهدين: 1- عهد السيبة والفوضى الذي يمتد من أواخر القرن 19 إلى أوائل العقد الثاني من القرن العشرين بكل ما شهده من سخائم و نعرات عشائرية؛ 2- عهد الثورة التحريرية الممتدة من1921الى 1926، إذ عرف الريف عدة إصلاحات وفي مقدمتها القضاء على حدة الفوضى و الثأر.-1- ولما عرف عبد الكريم نوايا حكومة أسبانيا الاستعمارية نظم جيشه أحسن تنظيم على الرغم من نقص العدد والعدة. وكان عبد الكريم مثالا في الشجاعة والبطولة و العدل والتشبع بالا سلا م؛ لذلك اتخذه الريفيون بطلا جماهيريا يقود ثورة شعبية من الجبليين والفلاحين للدفاع عن ممتلكاتهم و أعراضهم باسم الجهاد والحق المبين. ولايعني هذا أن إمارة الريف مستقلة عن السلطة المركزية؛ بل كانت موالية لها أتم الولاء والخضوع والاحترام. فرضتها الظروف المرحلية و العسكرية. وقد أثبت جرمان عياش في كتابه\"أصول حرب الريف\"هذه التبعية والولاء عندما أقام المؤلف \"لائحة بأسماء عمال مخزنيين تمتد من 1835 إلى 1900 وتشهد على استمرار حضور ممثلين عن المخزن في الإقليم، كما كشف عن وجود ست قصبات في مختلف أنحاء الريف ترابط بها حاميات مخزنية. وكل هذا يدل على أن الريف كان خاضعا للسلطة المركزية على عكس ما تدعيه الروايات الأجنبية\"-2- ولم تكن ثورة الريف التحريرية لعبد الكريم بدافع إقليمي؛ بل كانت بدافع وطني ضد الاستعمار، وبدافع قومي لتحرير الشعوب الإسلامية من ربقة الاستعمار والجهل والتخلف. وإذا انتقلنا إلى سيناريو معركة أنوال، فقد بدأت إسبانيا تعقد أملا على احتلال خليج الحسيمة بعد أن عقد المقيم العام الجنرال بيرينغير صلحا مع قبائل الريف، واستقبل بحفاوة من قبائل الأعيان و بعض الرؤساء من بني ورياغل وبني سعيد وبنطيب. وعاد المقيم العام إلى تطوان متفائلا مسرورا و مشيدا بعمل سلبستري القائد العام للجيوش الغازية المعتدية. كما اطمأن وزير الحرب الأسباني\"إيزا\" إلى هذا الوضع المريح عسكريا و سياسيا. و على الرغم من هذا التفاؤل الزائد، كان الريفيون وخاصة رجال بني سعيد وبني وليشك وأهل كرت على أهبة للانقضاض على عدوهم سلبستري الذي أحرق غلتهم و منازلهم، وصادر أغنامهم دون أن يدفع لهم تعويضا مقابلا عن ذلك؛ ودفعهم إلى الهجرة نحو الجزائر خوفا من بطشه، و من موت الفقر والجفاف. هذا، وقد اتفق الجنرال بيرينغير مع رئيس الشرطة الأهلية بمليلية الكولو نيل غبريل موراليس على التوجه نحو الريف للتفاوض مع عبد الكريم؛ وذلك بإغرائه ب7 ملايين دولار، زيادة على أسلحة حديثة و جميع أنواع الذخيرة التي تمكنه من مقاومة الجيش الفرنسي مقابل التنازل عن خليج الحسيمة. لكن عبد الكريم رفض هذه المساومات، وأصدر أمرا يقضي بفرض غرامات على كل من يتفاوض مع الأسبان في هذه القضية المصيرية، كما هدد الأسبان بعدم اجتيازهم \"وادي أمقران\" و إلا سيتصدى لهم الأبطال الأشاوس من تمسمان و بني توزين. وقد أثار هذا التهديد حفيظة سلبستري، و قرر غزو المنطقة ساخرا من تهديدات عبد الكريم ومستصغرا من شأنه ومن عدته الحربية. و بعد ذلك، بدأ سلبستري في بناء الثكنات و الحاميات العسكرية لتسهيل الإمدادات الحربية وتأمين وجود قواته و تمركزها بشكل أفضل و مقبول في كل المناطق الريفية الإستراتيجية، فاقترب الجنرال من ظهار أبران في أواخر شهر ماي1921 لمحاصرة الموقع، وجس النبض؛ بيد أن الريفيين تصدوا للجيش الغازي و ألحقوا به هزيمة شنعاء مازال يتذكرها الشعر الأمازيغي: قديما و حديثا.-3- و عليه، فقد \" توجه الثوار بهجوم ضد مركز أبران فاقتحموه، وقتلوا جميع من كان به من ضباط و جنود إلا عددا قليلا استطاع الهروب، فالتحقوا إما بأنوال و إما بسيدي إدريس\"-4- وأصدر الجنرال برينغير أوامره لسلبستري بعدم التقدم إلى الأمام؛ لكنه لم يعر أدنى اهتمام لهذه الأوامر، وتوجه مباشرة نحو أنوال للسيطرة على الموقع. و هناك نشبت معركة حامية الوطيس دامت خمسة أيام شارك فيها العدو ب25 ألف من الجنود، و لم يحضر إلى أنوال من مجاهدي عبد الكريم سوى ألفي مجاهد، أما الجنود الآخرون فكانوا ينتظرون الفرصة السانحة، و يترقبون الأوضاع مع زعيمهم عبد الكريم بأجدير. وفي الساعة السادسة مساء من 20 يوليوز1921، وصل عبد الكريم ب1500 جندي إلى موقع أنوال؛ لتشتعل الحرب حتى صباح 21 يوليو من نفس السنة ، و انتهت الحرب بانتحار سلفستري و موت الكولونيل موراليس الذي أرسل عبد الكريم جثته إلى مليلية؛ لأنه كان رئيسه في إدارة الشؤون الأهلية سابقا. وقد اتبع عبد الكريم في هذه المعركة خطة التخندق حول \"إغريبن\"، و منع كل الإمدادات و التموينات التي تحاول فك الحصار على جيش العدو. \" وكانت الضربة القاضية لمركز ( إغريبن)عندما أدرك المجاهدون نقطة ضعف الجنود الأسبان المحاصرين المتمثلة في اعتمادهم على استهلاك مياه (عين عبد الرحمــــن) ب(وادي الحمام) الفاصل بين (ءاغريبن) و( أنوال)، فركزوا حصارهم حول هذا النبع المائي، و بذلك حرم الجنود الأسبان من الماء، واشتد عطشهم إلى درجة اضطرارهم إلى شرب عصير التوابل وماء العطر و المداد، ولعق الأحجار، بل وصل بهم الأمر إلى شرب بولهم مع تلذيذه بالسكر…كما جاء في المصادر الأسبانية.\"-5- وقد تتبعت جيوش عبد الكريم فلول الجيش الأسباني، وألحق به عدة هزائم في عدة مواقع ومناطق مثل: دريوش وجبل العروي وسلوان فأوصله حتى عقر داره بمليلية. وبعد ذلك أصدر عبد الكريم أمره بالتوقف وعدم الدخول إلى مليلية المحصنة لاعتبارات دولية وسياسية وعسكرية. وفي هذا يقول أزرقان مساعده الأيمن في السياسة الخارجية: \"نحن – الريفيين- لم يكن غرضنا التشويش على المخزن من أول أمرنا، ولا الخوض في الفتن كيفما كانت، ولكن قصدنا الأهم، هو الدفاع عن وطننا العزيز الذي كان أسلافنا مدافعين عنه، و اقتفينا أثرهم في رد الهجومات الاعتدائية التي قام بها الأسبان منذ زمان، وكنا نكتفي بالدفاع عن الهجوم عليه فيما احتله من البلدان مثل مليلية التي كان في طوقنا أخذها بما فيها، من غير مكابدة ضحايا جهادية؛ لكنا لم نفعل ذلك لما كنا نراه في ذلك من وخامة العاقبة، فانه ليس عندنا جند نظامي يقف عند الحدود التي يراعيها…\"-6- و يعترف عبد الكريم بغلطته الكبرى عن عدم استرجاعه لمليلية في مذكراته: \" على إثر معركة جبل العروي، وصلت أسوار مليلية، وتوقفت، وكان جهازي العسكري ما يزال في طور النشوء. فكان لابد من السير بحكمة، وعلمت أن الحكومة الأسبانية وجهت نداء عاليا إلى مجموع البلاد، وتستعد لأن توجه إلى المغرب كل ما لديها من إمدادات، فاهتممت أنا، من جهتي بمضاعفة قواي و إعادة تنظيمها، فوجهت نداء إلى كل سكان الريف الغربي، و ألححت على جنودي وعلى الكتائب الجديدة الواردة مؤخرا، بكل قوة، على ألا يسفكوا بالأسرى ولا يسيئوا معاملتهم، ولكني أوصيتهم في نفس الوقت وبنفس التأكيد، على ألا يحتلوا مليلية، اجتنابا لإثارة تعقيدات دولية وأنا نادم على ذلك بمرارة وكانت هذه غلطتي الكبرى\"-7- ومن نتائج معركة أنوال ما غنمه الريفيون من عتاد عسكري حديث. وفي هذا الصدد يقول عبد الكريم في مذكراته أيضا: \"ردت علينا هزيمة أنوال 200 مدفع من عيار 75 أو65 أو 77، وأزيد من 20000 بندقية ومقادير لا تحصى من القذائف وملايين الخراطيش، وسيارات و شاحنات، وتموينا كثيرا يتجاوز الحاجة, وأدوية، وأجهزة للتخييم، و بالجملة، بين عشية وضحاها و بكل ما كان يعوزنا لنجهز جيشا و نشن حربا كبيرة، وأخذنا 700أسير، وفقد الأسبان 01500 جندي ما بين قتيل و جريح\"-8- وكان لهذا الانتصار الريفي في معركة أنوال صدى طيب على المستوى الوطني والعربي، وقيل الكثير من الشعر للإشادة بهذه النازلة العظيمة؛ وقد شاع بعد ذلك أن بعض الأدباء جمع ما قيل في موضوع الحرب في ديوان سماه\"الريفيات\"، -9- وعلى المستوى الإعلامي، وقف الرأي العالمي من الحركة التحريرية الريفية موقفين متقابلين: موقف مؤيد وموقف معارض. \" فالتيار المعارض هو بطبيعة الحال، التيار الكولونيالي المتشبع بالفكر الاستعماري الذي له مصالح كثيرة و مشاريع لها علاقة بالمستعمرات، حيث كان من الطبيعي أن يقف مدافعا و مؤيدا لكل السياسات التي كانت ترمي إلى تقوية النفوذ الاستعماري و خدمة أطماعه، ولكن بأقل التضحيات، وكان هذا التيار يتكون من اليمين الأوربي بمفهومه الواسع، ومن النخبة الأرستقراطية بصفة خاصة. وقد انضافت إليه، ومن تلقاء نفسها، أصوات يهودية كانت تعتبر نجاح الثورة الريفية بمثابة القضاء الأكيد على تواجد الجاليات اليهودية بالشمال الإفريقي... أما التيار الثاني، فقد كان يشكله أساسا الرأي العام الشيوعي...\"-10- أما في أمريكا اللاتينية، فكان ينظر إلى عبد الكريم بمثابة بطل ثوري عالمي يشبه عندهم سيمون بوليفار أحد رواد الحركة التحريرية هناك. أما الرأي العام الإسلامي \" فقد كان يعلق آمالا كثيرة على نجاح الثورة الريفية، وعبر عن استنكاره في أكثر من مناسبة تضامنا مع المسلمين في الريف؛ لكنه كان مغلوبا على أمره.\"-11- ولقد اتخذت خطة عبد الكريم الحربية تكتيكا عسكريا لدى الكثير من الزعماء والمقاومين في حركاتهم التحريرية عبر بقاع العالم لمواجهة الإمبريالية المتغطرسة مثل:هوشي منه و ماوتسي طونغ و عمر المختار و تشيغيفارا وفيديل كاسترو، ولا ننسى كذلك الثورتين:الجزائرية و الفلسطينسة. وكانت لهذه الحرب انعكاسات سياسية و عسكرية خطيرة على إسبانيا و فرنسا بالخصوص؛ مما اضطرت هاتان الدولتان للتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الثورة الريفية قبل أن تستفحل شوكة عبد الكريم الذي بدأ يهدد كيان فرنسا ويقض مضجعها. فشن التكالب الاستعماري هجوما عنيفا و كاسحا بريا و بحريا وجويا، واستعملت في هذه الحملة العدائية المحمومة أبشع الأسلحة المتطورة الخطيرة السامة لأول مرة؛ وتم تجريبها على الريفيين الأبرياء من أجل مطامع استعمارية دنيئة.-12- ولقد انتهت هذه الهجمات المركزة على معاقل المقاومة الريفية باستسلام مجاهد السلام البطل عبد الكريم الخطابي يوم 26 ماي 1926، و نفيه إلى جزيرة لاريونيون\"la réunion\" إلى حدود سنة 1947؛ ليستقر بعد ذلك في مصر.-13- هذه نظرة موجزة عن معركة أنوال التي ستبقى ذكراها راسخة في تاريخ المغرب الحديث. وما أحوجنا اليوم إلى تمثل دروس هذه المعركة بقيمها النبيلة وأخلاقياتها الرفيعة وبطولاتها الخارقة التي تذكرنا بأمجاد ومعارك وحروب أسلافنا الأشاوس الميامين ! وما أحوجنا للتشبع بقيمها الوطنية والقومية للنهوض بوطننا العزيز و أمتنا العربية الإسلامية، والتمسك بالوحدة الترابية لمواجهة كل مناورات المعتدين و أطماع الاستعمار المباشر وغير المباشر. الهوامش 1-محمد أونيا: (المجتمع الريفي قبل المقاومة: 1897-1921)، الأمل، العدد8، السنة الثالثة، 1996، ص:8. 2-عبد العزيز خلوق التمسماني: مقالات ووثائق حول تاريخ المغرب المعاصر، منشورات ســـــــــــــليكي إخوان، ص:92. 3- انظر د: جميل حمداوي: صورة عبد الكريم الخطابي في الشعرين العربي والأمازيغي، ط 1، مطبعة الجسور وجدة، المغرب. 4-محمد بن عزيز حكيم: معركة أنوال، الرباط، 1981، ص63. 5-أحمد الحميمي: ( قراءة تاريخية لملحمة أدهارأبران)، أمل، العدد8، السنة الثالثة، 1996، ص:28 6- القاضي أحمد سكيرج: الظل الوريف في محاربة الريف، نقلا عن: مقالات ووثائق حول تاريخ المغرب المعاصر، لعبد العزيز تمسماني خلوق، منشورات إخوان سليكي. 7-انظر جريدة البحيرة: ( بمناسبة ذكرى أنــــــــــــــوال الخالدة)، السنة الأولى، العدد الثالث، غشــــــــــــــت 200، الناطور، ص:8 8-نفسه، ص:8 9- محمد إبراهيم الكتاني:( ماذا استفاد المــــــــــغرب من حرب التحرير الريفية؟ )، أمل، العدد8، السنة الثالثة، 1996، ص:114. 10- الطيب بوتبقالت: عبد الكريم الخطابي (حـــــرب الريف و الرأي العالمي)، سلسلة شـــــــــــــــــراع، طنجة، 1997، ص:17-18. 11-نفسه، ص:19. 12- انظر:رود بيرت كونز و رولف دييتر مولر: حرب الغازات السامة بالمغرب، ترجمه إلى العربية عبد العالي الأمراني. 13- د.محمد خرشيش: المقاومة الريفية، سلســـــــــــلة شراع، طنجة، 1997، ص:39

Publicité
Publicité
Publicité